الخميس، 29 مايو 2008

قانون الطوارئ والمعارضة المصرية

قانون الطوارئ والمعارضة المصرية فى البداية أعتذر لكل صحفى حر وأيضا أعتذر لكل رئيس حزب يقدر معنى المعارضة ثم أعتذر لكل السيدات والسادة القراء أن يصل بنا الحال إلى هذا الوضع المتردى فى مصر ، ثم نجد من ينتقد تمديد قانون الطوارئ ، وكأن مشكلة مصر فى قانون الطوارئ بل كأن المعارض الحقيقى هو من يطالب بإلغاء الطوارئ أو من ينادى يسقط يسقط قانون الطوارئ ، مشكلتنا الحقيقية فى نظام كامل أدمن على استعباد الشعب ، والمشكلة الأكبر حينما يتعاون البعض من المعارضة مع النظام ولا هم له إلا إلغاء قانون الطوارئ لدرجة أوصلت الشعب إلى اللامبالاة وبالسلبية التى قل ما تجدها فى شعب آخر . لا أدرى ما هو سر الدهشة والغضبة من المعارضة على تمديد قانون الطوارئ ؟ هل كان يتصور أحد من المعارضة أوغير المعارضة أن يتم إلغاء قانون الطوارئ ؟ طبعا هذا الموضوع .. موضوع التمديد لا شك أن هناك من بعض أحزاب المعارضة من طالب بتمديده أيضا .. لماذا ؟ لأن الحكومة لو ألغت قانون الطوارئ يبقى أحزاب المعارضة التى تعارض النظام فقط فى قانون الطوارئ ماذا يتبقى لها أن تعارضه ولكأنى أشعر بأن السيد رئيس الوزراء اتصل ببعض قيادات المعارضة أو المحسوبين على المعارضة قائلا لهم نظرا لانتقادكم الموضوعى ومعارضتكم الشريفة التى لا تمس هيبة النظام فحكومتى وبعد مشاورة السيد الرئيس ستظل لكم وفية وستبقى على قانون الطوارئ حتى تجدوا ما تعارضوه لأننا لو ألغينا قانون الطوارئ فسيكون موقفكم صعب وحرج أمام أعضائكم وجماهيركم وأنتم تعلمون أننا لم ولن نستخدم ضدكم هذا القانون ، أنتم تعلمون جيدا أن هذا القانون صنع خصيصا لتلك الفئة المندسة والقلة الشريرة والعيال اللاسعة التى أضاعت قدسية أماكن العبادة واستغلال معاناة الجماهير لإثارتها بحجة الدفاع عن مصالحها ، ولا مانع لدينا من أن تخرجوا فى اليوم الثانى مباشرة من انتقاد لاذع لهذا القانون ، المهم أنكم لا تنجروا وراء هؤلاء الأعداء .. أعداء الوطن والإنسانية الذين يصطادون فى الماء العكر ، لماذا لا يتعاملوا معنا مثلكم ، لكن أنا لى عتاب عليك يا ..... بيه وأيضا على أصدقائك من بقية الأحزاب التى تسير على نهج حزبك كان المفروض أن تجلسوا مع شوية الموتورين لتعلموهم أصول المعارضة ، على كل أنا حبيت أمسى على سعادتك قبل الهنا بسنة حتى ترسل لنا الانتقادات التى ستكتبوها فى صحفكم التى ستصدر عقب التمديد طبعا سعادتك عارف أننا لن نحذف كلمة واحدة مما تكتبون فقط نبدى بعض وجهات النظر ،تمام سعادتك . طبعا سعادة البيه رئيس الحزب الفلانى اتصل برئيس الحزب العلانى وهنأه : مبروك يا ..... بيه الحكومة ستمد قانون الطوارئ ، اتصل بى الباشا الكبير وطمأننى أن قانون الطوارئ باق باق باق ( من حقها ، من حقها ، من حقها ) مع الاعتذار لصاحب هذا الشعار ، وسعادتك عارف أننا لا نستطيع إلا أن نعارض قانون الطوارئ باعتبار ان قانون مكافحة الإرهاب سيحل محله وسعادة الباشا الكبير طلب منى أن نرسل له الانتقادات التى سنكتبها ضد التمديد ( كده وكده يعنى ) أنت تعلم أن معارضتنا لا تقدم ولا تؤخر يا ريت تبلغ جميع الأمانات الحزبية فى المراكز والمحافظات بعقد ندوات تندد بتمديد قانون الطوارئ بس خد بالك أكد على الناس بتوعك يكونوا عقلاء لا نريد عنترية ، ده نظام ليس له أمان وممكن تطبق القانون علينا ( الكلام ده لك لوحدك ) بعد يومين أتصل سعادة البيه اللى كلمه السيد رئيس الوزراء مساء الخير يا فندم أهلا ...... بيه دايما مواعيدك مظبوطة ، شكرا سعادتك دى شهادة أعتز بيها ، أنا بأكلم سعادتك من أجل بعض الانتقادات البسيطة التى سنكتبها فى صحفنا وسأحضر لك حسب الموعد المحدد . رئيس الحزب :فى الموعد المحدد ذهب سعادته طبعا استقبال غير عادى مساء الخير يا فندم ، مساء الخير ، الله يكون فى عونك ، والله الراجل ده مظلوم مهموم بقضايا المواطن الغلبان ، ممكن أحضر لك فى وقت آخر سعادتك . السيد رئيس الوزراء : مين أنت هنا منذ متى مش واخد بالى مصالح الشعب يا سيدى . سعادة رئيس الحزب : الله يكون فى عونك والناس فاكرة الحكومة مبتهتمش بمصالحها الحمد لله شفت بعينى عارف سعادتك الزيارة دى غيرت عندى حاجات كتيرة ومفاهيم كانت تايهة عنى بصراحة المفروض نلغى المعارضة . السيد رئيس الوزراء : إيه يا ..... انت خلاص هتنضم للحزب الوطنى ولا إيه هتبقى زى الأستاذ ...... أكيد انت تعرفه السيد رئيس الحزب : طبعا سعادتك أعرفه والله طلع راجل محترم ويكون لى الشرف أن أنضم لحزبكم . السيد رئيس الوزراء : لأ اعمل معروف لو كل واحد من الناس بتوعنا اللى احنا عملناهم معارضة انضموا لينا يبقى مين هيعارض قانون الطوارئ ، الله يكرمك خليك فى حزبك أحسن خدماتك ستكون أحسن وأفضل . السيد رئيس الحزب : طلبات معاليك أوامر وهذه هى الانتقادات ، لكن لى ملاحظة بسيطة على القانون أرجو أن أطرحها على حضرتك ليكون فى الحسبان ويتقدم به أحد نواب حزبكم كاقتراح . السيد رئيس الوزراء : خير ده قانون جاهز التصويت سيكون للتمديد فقط . السيد رئيس الحزب : أنا عارف طبعا سعادتك عارف ان فيه أعضاء عندكم ( مش أوى ) فى السياسة يعنى حد ( يسلطه ) وبعدين الاقتراح لن يمر وتكسبه بيه بنط فى الشارع . السيد رئيس الوزراء : إيه الاقتراح اللى عاوز تقوله . السيد رئيس الحزب : أقترح أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 10 سنوات أو غرامة مليون جنيه كل من ينطق كلمة رغيف عيش أو يحمل تليفون محمول بكاميرا أو يتعامل مع النت أو يقوم بإنشاء مدونة أو يشترك فى الفيس بوك أو يذكر كلمة يسقط يسقط ، أو كلمة ارحل ، أو يقول كلمة باطل أو تجرى على لسانه كلمة كفاية أو يردد كلمة لا ، وحفاظا على قدسية الكلمات ممنوع ترديد الله أكبر ولله الحمد أو الله أكبر يحيا الشعب وحذف كلمة إضراب أو عصيان أو مظاهرة أو وقفة أو احتجاج من الكلمات المصرية وتعديل يومى 6 أبريل ، و4 مايو وإسقاطهم من الحساب . هذا هو الاقتراح والأمر مفوض لسيادتكم . السيد رئيس الوزارء : ههههههههههههههه ، هه ها ها ها الله يخرب بيت شيطانك والناس فاكراك معارضة والله ورحمة تيتة ودين النبى وزير الداخلية نفسه ميعرفش يجيب الاقتراحات دى علما بأنه كان مسئول عن أمن الدولة يا نهار أسود ونجيب منين نائب يقول هذا الاقتراح الجهنمى وبعدين كله مقدور عليه ، لكن 4 مايو دى نسقطها ازاى إنت باين عليك عاوز ( تشنيرنا ) إلا 4 مايو ، يخرب بيتك ده إبليس يقولك يا أونكل ، المهم فين الانتقادات ؟ السيد رئيس الحزب : أضحك الله سنك خلاص مش لازم موضوع 4 مايو أنا كنت ناسى حكاية 4 مايو ما شاء الله عليك سعادتك حاضر الذهن دايما علشان كده اختروك رئيس وزراء صحيح ازاى نسقط 4 مايو ده يبقى يومنا أسود من قرن الخروب انت أنقذتنى من ورطة الله يستر عرضك . والانتقادات أمام سعادتك . السيد رئيس الوزراء : ايه الكلام ده يا ..... بيه لأ أنا عاوز كلام يقنع المواطنين إن فيه معارضة زود على شخصى النقد شوية انت عارف إن كل النقد ما يكون جامد وأنا مكانى لأ زودها حبتين ولا يهمك شعللها طالما إنك بعيد عن سعادته وده اللى عاجبنى فيكم المعارضة والشعب ( تئول اللى عاوزه تئوله ) بس منخبطش فى الحلل . السيد رئيس الحزب : معقولة سيادتك اللى بتطالب بأكتر من كده ده أنا كنت خايف ومرعوب من الكلام اللى أنا كتبته عنك يعنى شوف السطر رقم 7 انا كاتب فيه " يجب على رئيس الوزراء أن يستقيل " معقولة عاوز أكتر من ده كلام . وولاد ال...... ( بيئولوا ) مفيش ديمقراطية أخى ...... . السيد رئيس الوزراء : علشان تعرف احنا صابرين على المعارضة صبر الجمال ويا ريت عاجب ، المهم عاوزك تضيف السطرين اللى أنا كتبتهم وكام صورة أكون فيهم مكشر يعنى لزوم المعارضة ولا مانع أن تأخذ بعض آراء الجماعة إياهم علشان نثبت عليهم أنهم بيعارضوا قانون الطوارئ وأهم حاجة تاخد رأى الأستاذ ده اللى احنا عملنا قانون الأزهر علشان يحرم يروح هناك . السيد رئيس الحزب : سعادتك تقصد الجماعة بتوع الحزب المجمد حزب ال السيد رئيس الوزراء : إوعى تجيب لى سيرته حزعل منك السيد رئيس الحزب : لأ سعادتك كل حاجة الا انك تزعل منى بلا حزب مجمد بلا وجع دماغ دول ناس عاوزين فوضى ولسانهم زالف قطع رقابهم أنا مش عارف أنتم ساكتين عليهم ليه مفيش غيرهم اللى عاملين دوشة فى كل حتة . ريس الوزراء : أنا عاوزك تخطف من الراجل بتاعهم تصريح خليه يبعد عن الرئيس وأسرة الرئيس عاوزك تعلمه المعارضة المستأنسة . رئيس الحزب : سعادتك وضعتنى فى مأزق لأن هذا الرجل مبيهموش حد ولو رحت طلبت منه رأيه فى تمديد قانون الطوارئ ممكن يطردنى من بيته ، لان سعادتك تعلم اتخذ منهج انتقاد رأس النظام ، لكن سأحاول حتى أتصل بيه . رئيس الوزراء : المهم أحزاب المعارضة بتوعنا سيبك من الناس الموتورة دى وخلينا فى حبايبنا ، وطبعا لا تنسى كام رأى من بعض أعضاء مجلس الشعب اللى احنا طلبنا منهم يصوتوا ضد التمديد لزوم الديمقراطية ، وطبعا انت عارف موضوع المؤتمرات بس حذارى تجيب أى واحد من المحظورة . رئيس الحزب : أعوذ بالله ممكن أدخن سيجارة سعادتك علشان أنا باسمع سيرة أى حاجة فيها محظورة يحصل لى صداع أدى اللى ناقص أعمل مؤتمر أدعو فيه حد من الإخوان اللى بيسموا أنفسهم إخوان مسلمين يعنى معناها إن أى واحد ليس من جماعتهم يبقى سعادتك يبقى غير مسلم ده كلام دول ناس متطرفين وقانون الطوارئ شوية عليهم وأنا شايف إنكم لا تسمحوا لهم بدخول الانتخابات مرة أخرى أنا معرفش الشعب بينتخبهم على إيه شعب خايب صحيح ميعرفش مصلحته . رئيس الوزراء : فاكر يا ..... بيه لمّا كنت فى أمريكا وصرحت بأن الشعب المصر غير ناضج سياسيا وبهدلتونى فى صحفكم كنت أقصد الكلام اللى انت تقصده بالضبط لأن الشعب لو عارف ازاى بيفكروا الجماعة دول مفيش ولا واحد يعطيهم صوت لكن شعبنا طيب أى واحد يضحك عليه بآية من القرآن بحديث عن الرسول يجرى وراه من غير تفكير وده اللى جاب لنا 88 عضو فى المجلس ، الحمد لله اللى الداخلية عملت الواجب فى الجولات التانية والإعادة وإلا كان ( يئلبوا ) المجلس إلى مسجد وكل جلسة تفتتح بالقرآن الكريم ، يعملوها والله ما هو ده اللى بيجيب لهم أصوات ريس الحزب : طول عمرك وسعادتك عندك بعد نظر للأسف نحن لم نستوعب تصريح حضرتك وقتها . كله يصلّح ، وربنا يبارك فى جهود رجال مصر الشرفاء رجال الأمن لولا ربنا سببهم ووقفوا وقفة الأبطال ايام الانتخابات كان على رأيك يبقى المجلس جامع والصلاة تبقى بالعافية يعنى ممكن عضو يقوم يصلى من غير وضوء بدل ما ينضرب الحمدلله الشر بره وبعيد ، أنا لى عند سعادتك طلب صغير جدا وبسيط . رئيس الوزراء : اوعى ( تئول ) إن فيه حد من أولادك أو أحفادك أو أى حد يعز عليك مش متعين فى البترول أو فى البنوك أو لو عاوز تدخل حد منهم الشرطة ، تكون عاوز قرض تحسن بيه وضعك شوية ، الدنيا مولعة الأسعار بقت زفت الله يكون فى عون الغلابة الواحد الليل كله سهران علشان الغلابة . رئيس الحزب : لا لا لا سعادتك مخك راح بعيد ودايما مع مصلحة الشباب والغلابة ربنا ميحرمناش من خدمات سعادتك أنا قصدى سعادتك فيه رئيس حزب شاب لسة ولد صغيّر بس عنده طموحات يا ريت سعادتك تحوطه عليه وتخلوه معاكم بدل ما حد تانى ( يلئطه ) الولد ده نموذج للمعارضة العصرية عمره ما غلط فى حد لا فى الحكومة ولا فى الحزب الوطنى ولا حتى فى الداخلية أنا مرة سمعته كنت فاكره عضو لجنة السياسات فى الحزب الوطنى وعجباه فكرة التمديد جدا ده عاوز يعمل وزارة للانترنت بعد موضوع البنت دى اللى اسمها إسراء اللى استضافها الأمن شوية كام يوم كده علشان يشرح لها خطورة الناس اللى دعت للكلام الفارغ ده اللى سموه إضراب ، لكن حكمة السيد رئيس الجمهورية وذكائه الخارق اللى عمل ضربة معلم لمّا عمل العلاوة 30 % فى ذمتك حد حصل عليها فى تاريخ مصر . رئيس الوزراء : تتصور أنا غير مصدق إنك معارضة إنت داهية بس سعادته مبسوط منك كتير ، يا ترى مين الشاب ده يا ..... بيه انت عارف اننا بنشجع الشباب الطموح حتى لو كان معارضة وشوف الشباب اللى دخلناهم فى المحليات على إيدك إحنا جدعان مع الجدعان واللى يخدمنا نخدمه واللى يقدم لنا السبت نقدم له الحد والاتنين والجمعة كمان بس دلنى عليه وإن شاء الله خير . ريس الحزب : يا سلام فين الشباب يسمعوا الكلام اللى حضرتك ( بتئوله ) على العموم أنا كاتب لسعادتك كل حاجة فى المظروف ده عن هذا الشاب الطموح ، وأنا آسف أحذت من وقت سعادتك كتير رغم مشغولياتك وهموم الوطن ، الله يعينك وينصرك على مين يعاديك ويقطع لسان أى معارضة تقول عليكم كلام ( لا مؤاخذة ) كلام بطال ريس الوزراء : شكرا ومع السلامة ومكتبى مفتوح لكل المعارضة أمثالك خد بالك المعارضة اللى زيك وطلبك مقضى ولا يهمك . ريس الحزب : ألو أهلا يا استاذ ...... مش لازم تنزل المواضيع الاقتصادية اليوم فى الجرنال أجلها كام عدد علشان فيه أخبار مهمة . رئيس التحرير : أخبار مهمة عن الكوارث الاقتصادية اللى هتخرب بيتنا إيه فيه حد مات كبير ، الوزراة هتمشى ، فيه انتفاضة فى المحلة ، فيه إيه يخلينا نؤجل الصفحة الاقتصادية والناس هتولع من الأسعار المنيلة بستين نيلة . رئيس الحزب : اسمع اللى أنا قلته وبس ومش عاجبك فيه خمسين واحد غيرك . الأمر خطير . رئيس التحرير : أنا آسف يا فندم أنا فى انتظار سعادتك . رئيس الحزب : إيه فيه إيه امنع أى حاجة اليوم ونزل هذا الموضع موضوع الطوارئ دى مهزلة 27 سنة طوارئ ليه احنا فين رئيس الوزراء يتهم المعارضة بالأعداء لا مش ممكن نسكت على الإهانة دى . رئيس التحرير : هدى نفسك يا سعادة البيه عندك حق لمّا أمرت بعدم نشر أى حاجة واضح أنك شدّيت معاه فى مكتبه شكلك مش مظبوط ، واضح انك قلت له كلام جامد ، لكن لا يمكن أبدا أن نسكت على إهانة الشعب المصرى وأنا كاتب لسيادتك مقال هيرج الدنيا بعنوان " تمديد الطوارئ لتمكين التوريث " ومقال آخر بعنوان " الرئيس هو الذى أمر بالتمديد " . رئيس الحزب : إنت اتعشيت ولا لسة أنا آسف إذا كنت اتنرفزت عليك فى التلفون كانت الإشارة واقفة والدنيا حر فمعرفتش أكلمك بهدوء . وعلشان كده أنا عازمك على حسابى لازم نتعشى سوى بعد إذنك اوصل للحمام . رئيس التحرير : فى سره يا ترى إيه اللى غير لهجة الأستاذ ده كان جاى شايط بعد مقابلة رئيس الوزراء وفجأة يعزمنى على العشا أكيد فيه سر وأكيد هاعرفه . رئيس الحزب فى الحمام وهو يشعل سيجارته : مين اللى زق علينا الولد ده يا ترى هو فعلا كاتب المقالين اللى بيقول عليهم ، وممكن يكون مرشد لرئيس الوزراء بيختبرنى ، يعنى أنا كنت لازم أعمل عنتر أمامه طيب ممكن يكون بيجس نبضى بعد الانتخابات الأخيرة ويشوف لسة عندى ثورية أم لا ، أنا مش مطمئن على العموم على العشا احاول أوقعه ابن الإيه ده عاوز يورطنا ويحط المشكلة فى رقبة السيد الرئيس أو ابن السيد الرئيس آه لو غير بس كلمتين فى المقال ويكتبه عن رئيس الوزراء يبقى مية مية وهو نفسه طلب منى أشد عليه شوية . ريس التحرير : شفيتم يا سعادة الباشا إيه رأيك فى المقالين إياهم . رئيس الحزب : يلا بينا على العشا ، الله جميلة القاهرة فى الليل شوف الكبارى يا أستاذ ...... والله الكبارى دى أكبر شاهد على إنجازات السيد الرئيس ولا المترو إنت بتركب المترو يا أستاذ ...... ده جميل جدا أنا فى كل سفرياتى بره فرنسا أو أمريكا أو لندن لازم أركب المترو تصدق إن عندنا فى مصر أفضل من عندهم بفضل طبعا توجيهات السيد الرئيس . رئيس التحرير فى سره : يا ترى سعادة الباشا بيلف ويدور على إيه أنا كده عرفت يبقى المقالين لم ولن يتم نشرهم على العموم مش هاسبق الأحداث وشوف المنافق يقول المترو عندنا أحسن من فرنسا ولندن يا سلام . رئيس الحزب : إنت سرحان فى إيه رئيس التحرير : سرحان فى مترو لندن اللى سعادتك بتركبه لمّا بتروح هناك ربنا يوعدنا . رئيس الحزب : انت نفسك تروح لندن خلاص يا سيدى بعد العدد اللى جاى ناخد أجازة ونروح سوى . رئيس التحرير : بجد والله ربنا يبارك لنا فى سعادتك . رئيس الحزب أنت قلت انك كاتب مقالين عن قانون الطوارئ أنا فاكر منهم عنوان وكفاية مقال واحد مش فيه عنوان " رئيس الوزراء وراء تمديد الطوارئ . رئيس التحرير : تمام يا فندم بس فيه خطأ بسيط أنا قصدى رئيس الجمهورية ودى حقيقة هو فيه حد فى مصر يقدر يعمل حاجة إلا بأمر الرئيس . رئيس الحزب : أنا متفق معك بس السيد الرئيس فى الموضوع ده بالذات لم يتدخل فيه وسأشرح لك واحنا فى الطيارة إنت نسيت لندن ولا إيه ، وبعدين خليه بدل السيد الرئيس ضيف عليها رئيس الوزراء . رئيس التحرير : أفهم من كده إن سعادتك بترفض المقال إذا تعرض للرئيس بص سعادتك رئيس الحزب : اسمع يا أنا عارف إنك ثورى أنا كنت كده فى شبابى ، لكن لمّا كبرت وشبت فى السياسة ههههههه الله يخرب بيت السياسة تعلمت إن الواحد ميصدقش كل اللى يسمعه والله وانا فى مكتب سعادة رئيس الوزراء صعبوا على هؤلاء الناس تتصور دخلت عليه محسش بيه إلا بعد تلت ساعة وهو منهمك فى ملفات الشعب طيب ده رئيس الوزراء يبقى رئيس الجمهورية يعمل إيه الله يكون فى عونه وبعدين إحنا مالنا ومال التوريث ، تقدر تقول مين يستطيع يبقى رئيس جمهورية غير الرئيس وابن الرئيس إنت متعرفش المثل اللى بيقول ابن الوز عوام يبقى ابن الرئيس يبقى إيه طبعا مش هيبقى باش كاتب لازم يبقى رئيس . رئيس التحرير : معقولة سيادتك اللى بتقول هذا الكلام أنا مش مصدق نفسى ده أنا مكتبتش المقالين السخنين إلا لمّا تصورت إنك حتطير من الفرح منهم وسعادتك بتقول الكلام اللى بيردده العوام وميصحش تقوله . رئيس الحزب : الكلام ده كان زمان شوف يا ابنى مصر بتمر بمرحلة خطيرة جدا والأعداء مش بس من برة فيه ناس جوة البلد بتخرب أكتر من اللى بره . رئيس التحرير : يا افندم هو حضرتك انضميت للحزب الوطنى وأنا معرفش لأن الكلام اللى باسمعه منك الآن هو نفسه اللى باسمعه فى القناة الأولى من بتوع الداخلية السابقين والحاضرين علشان يبرروا تمديد الطوارئ . رئيس الحزب : انت مش عاوز تروح معايا لندن ولا إيه . رئيس التحرير : ليه هو مشوار لندن مرتبط بنشر المقال أو عدم نشره مساومة يعنى . رئيس الحزب : دايما أقول عليك لمّاح وذكى وانت وفرت عليه أى كلام والأيام طويلة وانت أمامك مستقبل واعد سيبك من الجماعة اللى عملوا جرايدهم منشورات دول ناس لهم ارتباطات خارجية ويتآمروا على البلد وبكرة مصير الأيام هتعرفك كل حاجة ، شكلنا كده حنروح لندن سوا . رئيس التحرير فى سره : والله كلام الراجل معقول وصح يعنى أنا أفهم أكتر من الراجل اللى أكبر من أبويا ده راجل عنده خبرة سنين طويلة يعنى حد هينفعنى لمّا يجرجرونى فى المحاكم وممكن الراجل ده يفصلنى من الجريدة ويسلط على نقيب الصحفيين يفصلنى هو كمان من الصحافة دول تقريبا مظبطين الحكاية مع بعض الواحد يروح لندن افضل . رئيس الحزب : إنت رحت فين انت سرحت جامد . رئيس التحرير : ادينى فرصة أفكر باكر أتصل بسعادتك لو قلت لك متى السفر تعرف إن كل حاجة زى ما حضرتك أمرت . رئيس الحزب : أرجو أن يكون الاتصال صباح الغد . رئيس التحرير : ألو أهلا سعادة الباشا أنا فعلا جلست مع نفسى وتشاورت مع الأصدقاء والزملاء فنصحونى بأن أسمع كلام حضرتك وخاصة لما عرفوا بموضوع لندن يعنى ممكن أقول لسعادتك الآن متى السفر ؟ رئيس الحزب : انا دايما أقول عنك إنك شاب طموح وعاقل على فكرة أنا جبت سيرتك أمام السيد رئيس الوزراء واحتمال أنا بأقول احتمال يتصل بك بعد نشر الموضوع وبخاصة إنه عارف بموضوع المقالات وتغييرها وهو مبسوط منك جدا . رئيس التحرير فى سره : يا نهار إسود ده رئيس حزب ولا مرشد فى أمن الدولة دى ايام سودة وأنا اللى كنت فاكره رجل محترم . طبعا يا حضرات لن أبيح بالسر ولن أقول لكم هل رئيس الحزب سافر إلى لندن ومعه رئيس التحرير أم أعطى رئيس التحرير ( بمبه) طبعا هذا الحوار خيالى ، لكنه فى ظل ما يحدث فى مصر من تجاهل المعارضة للأسباب الحقيقية وراء تدهور الأوضاع فى مصر لا أشك أن يكون هذا الحوار قد حدث بالفعل مع بعض الأحزاب التى تتظاهر بالمعارضة وهى فى الحقيقة ديكورات للنظام الحالى حتى يقال أن فى مصر معارضة .

الخميس، 22 مايو 2008

لا يوم كيومك يا أبا عُدَىّ

سؤال برز على الساحة لماذا تم إظهار صورة الرئيس صدام حسين يوم أسره ؟ ولماذا لم نرى صورته على الهواء مباشرة وهو فى قفص الاتهام ؟ هذا القفص الذى سيكون شاهدا على صمود صدام حسين وجهاد صدام حسين وسيكون أيضا شاهدا على عمالة المحكمة ، لم يستطيعوا إظهار صورته على الهواء وقت تقديم الأسئلة أو الاتهامات حتى لا يثور الشعب العربى ، وكان يمكنهم ذلك لكنهم لا يريدون إظهار صدام بأى صورة فيه عزة وكرامة حتى الصور التى تم عرضها كانت دون صوت إلا اليسير منها ، ولوكان صدام حسين يبكى أو يتوسل إليهم لجاء هذا البكاء وهذا التوسل على الهواء مباشرة ، وعلى الرغم من الجو الإرهابى الذى أحاط بالزعيم صدام حسين إلا أنه ظهر قويا وظهر بصورة غير الصورة التى صورها لنا أحد عملاء أمريكا الذى قال أنه بدا نحيفا وبدا زائغ العينين فى الوقت الذى كان فيه المحقق غير مستقر وكان فى حاجة إلى كوب من الماء من أجل إعادة الحياة إلى فم هذا الشاب الذى أظن أنه جئ خصيصا لينطق بكلمات كتبت له فى البيت الأبيض لكن صدام أرهبه وأرعبه بشجاعته التى ربما لم يكن يتصورها هذا القاضى ( الصغير ) وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على أن القائد صدام حسين حفظه الله ما زال متمسكا بكرامته وبعروبته وبإسلامه رغم أنف التافهين ، تمسك صدام حسين بكرامته وشموخه هو الذى جعل أهل العوجة بالعراق يهتفون بالروح بالدم نفديك ياصدام بالروح بالدم نفديك ياصدام هذه هتافات قطاعا عريضا من شعب العراق ينادون ويهتفون بحياة صدام حسين ويرفعون صوره وهم يعلمون تماما أن موقفهم هذا ربما يتسبب لهم بإلحاق الأذى فى ظل حكومة عميلة ومحتل غاشم ، هذه الهتافات جاءت والرئيس العراقى صدام حسين فى محبسه ولم يجبرهم أحد ولم يخرجهم أحد بل إن من يدافع عن صدام حسين هذه الأيام يُعد خارجا على شرعية بوش ، وفى استطلاع وعلى الهواء مباشرة وعقب ورود أنباء عن بدء محاكمة الرئيس كان رأى البعض من المواطن العراقى ( إنها محاكمة باطلة وغير عادلة ، ما زال صدام أسير حرب ، محاكمة غير قانونية ، لا استقرار بدون صدام ، نحن فداء لصدام ) ولو كان هناك حرية كما يدّعون لخرج شعب العراق وهو يهتف بالروح بالدم نفديك يا صدام كما هتف أهل العوجة مسقط رأس صدام حسين الذى رفض أن يوقع على أى اتهام مخاطبا القاضى كيف تحاكمنى تحت حماية الاحتلال ، لك الله يا صدام وفك الله أسرك يا أمير الأسرى ولو سلمنا جدلا بأن الرئيس صدام كان مجرم حرب فليحاكم معه كل من سانده فى حربه ضد إيران ولو تم هذا فسيكون معه فى قفص الاتهام كل الإدارة الأمريكية السابقة واللاحقة بالإضافة إلى بعض حكام الدول العربية وتحديدا كل حكام الخليج وعلى رأسهم حاكم إمارة الكويت الشيخ جابر الأحمد فهو أكثر الذين ساعد صدام فى حربه ضد إيران واليوم يعتبرونها جرائم حرب ويتغاضون عن مواقفهم الداعمة لهذه الجرائم . لكم يؤسفنى اننى لم أتشرف بمقابلة الرئيس صدام حسين وأحسد كل من صافح هذا الزعيم الذى فضّـل أن لا يغادر العراق وكان بإمكانه ذلك وأبى إلا أن يكون رمزا للصمود ولو كان يريد أن يكون زعيما للأمة العربية ولكن بمقاييس أمريكية لتم له ذلك ووفر على نفسه ما هو عليه الآن ولربما كانت تكون العراق على رأس الدول الديمقراطية لو أن القائد صدام حسين كان شأنه شأن بعض الحكام الذين يرتجفون حينما يرن هاتف جورج بوش بل وصل الأمر إلى أن من بين هؤلاء الحكام من سلّـم كل شئ إلى أمريكا وقد طُلِـبَ من الزعيم صدام أن يكون أحد هؤلاء إلا أنه رفض أن يكون ضمن قطيع الغنم الذى تسوقه أمريكا ، فكان لزاما على أمريكا ومن أجل الحفاظ على مصالحها ومصالح العدو الصهيونى أن تفعل أى شئ وبأى ثمن من أجل الإطاحة بكل من يقف أمام أطماع أمريكا وتنفيذ مخططاتها فى منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج خاصة التى فيها ما فيها من ثروات يسيل لها لعاب العدو ، وأطماع أمريكا لن يكون آخرها العراق والذى أجل توغل أمريكا فى دول مجاورة للعراق هى المقاومة الباسلة للشعب العراقى ولولاها لربما رأينا لا قدر الله رؤساء عرب تحت قبضة الجيش الأمريكى ومن ثم محاكمته فى محكمة هزلية لا تملك شرعية الكرسى الذى يجلس عليه القاضى كما يحدث الآن فى العراق وأصبح العملاء واللصوص والمرتزقة يحاكمون الشرفاء إنها الوقاحة بعينها حينما نجد الرئيس صدام يقف أو يجلس فى قفص الاتهام أمام حفنة من الخونة والعملاء وكنّا نقبل هذا ونستسيغه لو أن الشعب العراقى هو الذى قام بثورة ضد الرئيس صدام وشكل محكمة شعبية تحاسبه على جرائمه المزعومة لكن الملاحظ فى كثير من القنوات الفضائية هو وجود أصوات تطالب بمحاكمة ما يسمى برئيس الوزراء العراقى وكذلك رئيس الجمهورية ( عجيل ) باعتبارهما وكلاء للاحتلال الأمريكى ، وقد سمعنا أصواتا كثيرة من أبناء الشعب العراقى ما زالوا يطالبون بعودة الزعيم صدام على الرُغم من التضييق الإعلامى لصوت الأحرار فى العراق وإلا فليقل لى أحدكم لماذا هذا التضليل والتضارب الذى حدث فى موعد ومكان مثول الرئيس صدام أمام القاضى العميل طالما أن الشعب كله يريد القصاص منه أليست هذه مفارقة عجيبة . إذا كنتم صادقين حقا فى ما تقولونه فلماذا هذا الخوف ؟ لأنكم تعلمون أن هذا الشعب الذى ذاق الحنظل فى ظل هذا الاحتلال الغاشم لن يمس شعرة واحدة من صدام بل سيحرر صدام من قبضتكم ومن ثم يحاكمونكم على عمالتكم وليسمح لى الزعيم الليبى ( عمر المختار ) أن أستعير عبارته المشهوره ( ستكون حياتى أطول من حياة شانقى ) وستكون حياة صدام حسين فى ضمير وقلب كل حر وخاصة ذلك الشباب الذى ضُلِّل كثيرا فى رموز هذه الأمة لكن من حسن حظ شباب اليوم أنه يرى الأحداث بعينه بعد أن كان يقرأها كتأريخ لا ندرى أهو صادق أم كاذب ولنذكّر الجميع بالأسباب الحقيقية التى من أجلها جاءت أمريكا حتى يكفّوا هؤلاء الذين لا هم لهم إلا الإشادة بأمريكا رغم جرائمها التى هى ملئ السمع والبصر وهذا هو ( بيرجرين وورشورن ) فى مقاله ( الوجه القبيح للأسلام ) المنشور فى السابع من مار س ( آذار ) 1991 فى : the Sunday telegraph ونشرته فلسطين المسلمة ( إن صدام حسين هورمز لمرض الإسلام كما كان هتلر رمزا لمرض النصرانية ، ولكن الإسلام لا يملك العلاج فى ذاته على عكس النصرانية ولذلك كان على الإسلام أن يستورده ) هذه هى العقلية التى تعجب البعض ولا فرق إن كانت هذه العقلية أمريكية أو انجليزية أو صهيونية ( أتواصوا به بل هم قوم طاغون ) قرآن كريم . إن الصورة التى أظهروا فيها الزعيم صدام يوم الرابع عشر من ديسمبر 2003 كان الهدف منه هو زعزعة الثقة لدى الشعب العربى المسلم فى نفسه وكأن أمريكا أرادت أن ترسل رسالة عملية لكل من يحذو حذو صدام حسين ويكون لديه قدر ولو ضئيل من الوطنية وربما تكون هذه الرسالة قد أتت ثمارها مباشرة لتخويف القذافى لكن ما زال هناك من لديه القدرة على الصمود ونرجو منه أن لا يتهاوى مع علمنا بوجود ضغوط قوية عليه الأمر الذى يجعلنى أطالب الشعوب العربية وكل المتعاملين فى الحقل السياسى الوقوف صفا واحدا مع كل من يقول لا لأمريكا حتى لا يفعل كما فعل القذافى وكان يجب على جميع الأحزاب والنقابات والقوى السياسية الشعبية والرسمية من مختلف التيارات أن توحد صفوفها من أجل التضامن مع الرئيس العراقى صدام حسين وخاصة نقابة المحامين فى كل الدول العربية فعدم التضامن مع صدام حسين هو اعتراف كامل بصحة ما تفعله أمريكا قد نختلف مع صدام فى كل شئ لكن هل يختلف أحدنا على أن أمريكا اغتصبت العراق ومن ثم كل ما تقوم به فهو باطل بما فى ذلك محاكمة الرئيس صدام حسين هل تذكرون شوارزكوف قائد عملية عاصفة الصحراء الذى قالت له والدته قبل الحرب : ( أنت أمريكى وأنت أبيض ولذلك فإن يد العناية الإلهية تريد أن تجعل منك إنسانا متميزا ) والتميز المقصود بالطبع ليس هو التمرد على جورج بوش الأب أو الهروب من ميدان المعركة باعتبارها معركة باطلة لكن حتما التميز فى نظر والدة شوارزكوف هو إذلال العرب والمسلمين وسيطرة الجيش الأمريكى على منطقة الخليج ونهب ثروات هذه المنطقة وأضع بين قوسين هل احتلال الكويت من قِِـبل أمريكا مقبول ؟! هل سمع أحدكم إذاعة صوت جيش العدو الصهيونى تلك المقابلة التى تمت مع شوارزكوف يوم 29/4/1991 عبر مراسلها فى واشنطن فليقرأ من أراد الحقيقة وليحكم على الأمور ولا ينبهر بديمقراطية أمريكا المزعومة للوطن العربى يقول شوارزكوف : ( لقد قدمت إسرائيل لنا مساعدات قيمة وهامة جدا فى حربنا ضد صدام حسين ولا أريد الكشف عن تفاصيل مثيرة ولكنى أقول إن إسرائيل قدمت لنا أكثر بكثير مما طلبنا منها وأنا شخصيا مرتاح للتعاون المشترك القائم بين واشنطن وتل أبيب وأنا أنوى زيارة إسرائيل قريبا ولقد زرتها مرات عديدة ولى فى إسرائيل الكثير من الأصدقاء على رأسهم وزير الدفاع وأريد أن أقول للإسرائليين جميعا أن الولايات المتحدة دولة صديقة لكم وبإمكانكم أن تثقوا بها وتعتمدوا عليها وأنها لن تتخلى عنكم وأوأمريكا لا تتخلى عن أصدقائها . إن الحرب التى خاضها رجالنا فى منطقة الخليج ضد صدام حسين كانت من أجلكم .. من أجل إسرائيل وقد عمل الرجال على تحطيم عدوكم .. العدو الرئيسى لكم فى المنطقة ) . أظن أن هذا الكلام يفسر لنا ودون الدخول فى مهاترات مع أنصار بوش أن صدام كان هو العدو الحقيقى للصهاينة فى المنطقة إذن محاكمة صدام أمام مجموعة من العملاء ليس من أجل مصالح شعب العراق بل لأن الزعيم القائد صدام حسين رفض أن يكون على أرض العراق علما للعدو الصهيونى أراد العدو الأمريكى أن يحاكم صدام لأنه الرئيس الوحيد الذى كان يهتف عاش العراق وعاشت فلسطين الرئيس الوحيد الذى كان يجعل لكل أسرة شهيد من الفلسطينيين مخصص شهرى لم يفعلها حاكم عربى أو إسلامى ومن كان يفعل هذا كان فى الخفاء خوفا من أن يُتهم بالإرهاب . أريد أن أقول ليس من المعقول أن نصدق أن المجرم هو صدام بل الذين يصدقون هذا ويتَّبِعون سبيل الغى سبيل جورج بوش هم المجرمون الحقيقيون ولو تعلقوا بأستار الكعبة ، المجرم الحقيقى هو الذى يدافع عن جرائم أمريكا بحجة ديكتاتورية حكام العرب إن الحل الوحيد للقضاء على ديكتاتورية حكام العرب هو الشعب وليس أمريكا ولن نصدق رجلا جاء على ظهر دبابة أمريكية ولو كان على بن أبى طالب أو عمر بن الخطاب .
نشر فى موقع النهى

مالكم كيف تحكمون ؟ !

عجبا لهذا الزمن الذى تحول فيه الرجال إلى أشباه رجال وأصبح الأحرار فيه لا مكان لهم اللهم إلا السجن والاعتقال وأصبحت الرموز تتعامل بمهانة لا تطاق وأصبحت النكرات والعملاء والمرتزقة هم أولاء الذين يحكمون ويتصرفون فى الأمور كما يشاءون أو إن شئنا الدقة كما تشاء لهم أمريكا ويبدو أننا صرنا فى الزمن الذى أسند فيه الأمر إلى غير أهله ومن ثم فإنّا منتظرون الساعة ، والساعة أدهى وأمر .لا أدرى لماذا هذه الأيام تراودنى فكرة العودة قليلا إلى حرب السنين الثمانية التى دارت رحاها بين جمهورية العراق العربية الإسلامية بقيادة الرئيس القائد صدام حسين فك الله أسره وبين جمهورية إيران الإسلامية بقيادة آية الله الخومينى الأب الروحى للشيعة المعاصرة ، وعودتى لهذه الفترة ليس من أجل النبش فى الماضى ولكن فقط من أجل أن أضعك عزيزى القارئ أما المعايير المزدوجة والمزاجية التى يتعامل بها أولوا الأمر من حكامنا وعلمائنا فلا صغير ولا كبير رجلا كان أو امرأة إلا ويعلم حجم المساعدة التى كان يتلقاها الرئيس العراقى صدام حسين من جيرانه من دول الخليج والدول العربية واعتقد أن هذه المساعدات والامدادات لم تكن لوجه الله أو من أجل عيون الشعب العراقى أو صدام حسين بل كل الذين أمدّوا الرئيس العراقى فى ذلك الوقت كانوا يخشون المد الثورى الإيرانى لدول الجوار والمنطقة وليت هذا فحسب بل إن الكويت كانت تعطى العراق شيكات على بياض من أجل ضرب إيران التى تتباكى عليها الآن ، وغدا عندما يأتى عليها الغزو الأمريكى سيقولون عن إيران ما يقولونه عن العراق فى عهد صدام وهكذا الصغار عندما ينفذون أوامر الكبار فلا رأى لديهم وقد كانت الأسلحة الأمريكية تأتى إلى الكويت ومن ثم إلى العراق فقط من أجل هزيمة إيران فى ذلك الوقت كان صدام هو البطل وكان صدام هو الحامى لهذه الدول وكان وزير دفاع إحدى الدول العربية الكبرى يشارك الجيش العراقى فى وضع خططه من أجل تحرير جزيرة الفاو التى راح فيها آلاف الضحايا دفاعا عن الوطن والتى يطلقون عليها الآن مقابر جماعية وهم فى الأصل شهداء الدفاع عن الوطن العربى والإسلامى وبعد أن خرج العراق منتصرا على جارته إيران أحس العالم العربى بقوة صدام وبشعبيته التى فاقت شعبية أى زعيم عربى كان أو غير عربى فبدأت الأحقاد على الرئيس المأسور صدام حسين من العدو والصديق وكان فى الجانب الآخر من أعداء الأمة يخطط كيف يقضى على صدام حسين بعد أن استطاع أن يجعل من جيشه قوة لا يستهان بها وأنها أصبحت رادعة لما يسمى بدولة إسرائيل وهى التى ضربت مفاعل العراق الذرى فى أوائل الثمانينيات إذن هناك من تقلقه قوة صدام حسين، و رؤساء العرب خافوه ولم لا وهو الذى هددهم جميعا بعد اتفاقية كامب ديفيد ولم لا وهو الذى هدد بحرق نصف إسرائيل وهم يعلمون أن الاعتداء على آل صهيون سيجرهم إلى الهاوية بعد أن ركنوا إلى رغد العيش كل هذه عوامل جعلت من صدام حسين بطلا قوميا وهو كذلك بالفعل و قد يكونوا الأعداء أرهقوه اقتصاديا وعسكريا لكن لم يستطيعوا أن يهزموا إرادته فكان لهم بالمرصاد ومن ثم بدأت الأمور تأخذ اتجاها آخر نحو صدام حسين والذين وصفوه بالفارس العربى المدافع عن حدودنا الشرقية والغربية والبحرية والقبلية والذين كانوا يتغنّون بصدام وبطولات صدام أصبح الآن صدام وبقدرة قادر وبأوامر أمريكية إرهابى وقاتل أريد أحدكم أن يسأل أى مسئول كويتى ماذا كنتم تفعلون عندما كان يسقط عليكم فى مدينة الجهراء صاروخا إيرانيا كانوا على الفور يذهبون إلى حاميهم صدام هذه حقائق لا يغفلها ولا يجهلها إلا من استمرأوا الجحود والنكران وكنت لا تدخل بيت فى الكويت إلا وتجد صورة القائد صدام حسين معلقة على جدرانه كل هذا قد ضاع فى لحظة واحدة عندما أراد الرئيس صدام أن يطالب بحقه وبالتعويضات التى كانت مستحقه له نتيجة دفاعه عن الكويت وانشغاله عن ضخ البترول من حقل الرميلة والذى كان يصب فى الكويت بينما هو حق للعراقيين وكانت الحسبة بسيطة ومبلغ تافه كان يمكن جمعه لو أنه تم زيادة ضخ البترول عن معدله مدة شهر واحد يدفعه الأمير جابر للرئيس صدام وانتهت المسألة مع ملاحظة أن ما تدفعه الكويت الآن ثمنا للاحتلال الأمريكى لها فالكويت تعد محتلة تماما من القوات الامريكية ولأول مرة يرى الإنسان أن المحتل يأخذ أجرة على احتلاله يا للهول يا للمهزلة يا للهوان طبعا هناك من ينفخ فى الرماد وهناك من يريدها حربا مستعرة بين الأشقاء وإذا كان صدام قد أخطأ فى دخوله للعراق فليس وحده الذى أخطأ بل الكويت أخطأت حينما سمعت كلام أمريكا وجعلت نفسها ندا للعراق وقالت له لا حق لك عندنا وهذا يذكرنا بمقتل عمار بن ياسر من الذى قتله معاوية أم على وثلاثتهم من هم كلهم من الصحابة ودار بينهم مادار من اتهامات وهذا وارد فى كل زمان ومكان (} وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوابَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَاعَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءت فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) إذن القتال بين الأشقاء أمر وارد وطالما أن هناك قتالا إذن لا بد من ضحايا لكن ماذا نفعل وعلماء السلاطين الذين يُحركون عن بعد ويوظفون فتاواهم لمن يدفع أكثر ومع افتراض أن صدام قد أخطأ بمفرده فقد نال جزاءه وقد كانت دولة الكويت شريكة فى هذا الخطأ وهذه برقية أرسلها أمير الكويت إلى الشيخ سعد فى مباحثات جدة لحل الأزمة بين الكويت والعراق والتى كانت متشددة وجاءت هذه البرقية فى جريدة الأهالى فى عدد 6 / 2 /1991 نص البرقية ( الشيخ سعد تحضر الاجتماع بنفس شروطنا المتفق عليها بالنسبة لنا مصالحنا الوطنية ومهما تسمعونه من السعوديين والعراقيين عن الأخوة والتضامن العربى لا تصغوا إليه كل واحد منّا له مصالحه السعوديون يريدون اضعافنا واستغلال تنازلنا للعراقيين لكى نتنازل لهم مستقبلا عن المنطقة المعشوقة والعراقيون يريدون تعويض حربهم من حساباتنا لا هذا يحصل ولا ذاك وهو رأى أصدقائنا فى مصر وواشنطن ولندن صروا فى مباحثاتكم نحن أقوى مما يتصورون تمنياتنا بالتوفيق . ) برجاء إعادة قراءة البرقية مرة أخرى واستخرجوا منها حجم التوجيه الذى كان تقوم به أمريكا وبريطانيا لتعصية الكويت أمام العراق من أجل التحرش بها وقد حدث وارتكبت أمريكا مجازر بمساعدة الحلفاء الذين كان على رأسهم للأسف مصر والسعودية وكم كان ينظر العالم العربى إلى مصر على أنه دولة لها مكانتها لكن اعتقد أن هذه النظرة تغيرت كثيرا بعد هذا التحالف المرير مع إدارة الشر الأمريكية وكم كان المواطن العربى والمسلم ينظر إلى المملكة العربية السعودية على أنها لها طابعها الخاص من حيث مكانتها الدينية وإذا بها تنزلق خلف الطاغوت الأمريكى ضاربة بكل القيم الإسلامية فى ذلك الوقت عرض الحائط حتى إن علمائها الذين انتهجوا خط السلف الصالح وجدناهم وقد انحرفوا تلبية لرغبة سلاطينهم وملوكهم من أجل عيون أمريكا لا بد أن الذى كان يحرك هذه الرغبة الحميمة فى القضاء على صدام حسين هو حقدهم الأعمى على زعيم فى حجم الزعيم صدام حسين فك الله أسره هذا بالنسبة للحكام العرب أما بالنسبة لأمريكا فكان صدام لا يعطيهم قطرة بترول وخاصة بعد حرب أكتوبر 73 مما جعل أمريكا فى حالة جنون دائم وإليكم بعض ما كانوا يصرحون به بعد العام 73 فقد ( نشرت صحيفة الواشنطن بوست فى 7/ 11/ 1974 مقالا عن الاستيلاء الأمريكى على آبار النفط فى ليبيا واستيلاء إسرائيل على آبار النفط فى الكويت وفى 7/1/1975 نشرت نيويورك تايمز مقالا للصهيونى هنرى كيسنجر قال فيها أن العمل العسكرى لحل مشكلة النفط الذى كان فى الماضى حديث الصالونات قد أصبح الآن موضع دراسة جادة وفى 21/1/1975 أعلن شلينجر وزير الدفاع الأمريكى أن على الولايات المتحدة أن تلجأ إلى القوة فى حالة احتمال اختناق اقتصادى للاستيلاء على النفط العربى وفى فبراير عام 1975 نشرت الصنداى تايمز تقريرا قالت فيه إن مجلس الأمن القومى فى الولايات المتحدة الأمريكية أعد دراسة تفصيلية لخطة سرية للغاية وضعتها وزارة الدفاع أطلقت عليها الاسم الشفرى " الخيار الرابع " لغزو حقول نفط السعودية فى حالة نشوب حرب أخرى فى الشرق الأوسط . ) هذا ما تفكر به أمريكا منذ زمن ليس بالقليل وكل ينفذ خطته حسب فترة وجوده فى السلطة وقد استقال رئيس اركان حرب القوات المسلحة الأمريكية مايكل دوجان فى سبتمبر أيلول عام 1990 لأنه كشف عن الخطة الأمريكية المجهزة منذ فترة طويلة لتدمير العراق وكان قد صرح للصحف قائلا : " لقد طلبت إلى المخططين أن يحددوا ما هو الشئ الفريد فى الحضارة العراقية الذى يعتبره العراقيون ذا قيمة كبيرة ، ويمكن أن يكون لضربه تأثير نفسى على الشعب والنظام فى العراق " وبالفعل تم قصف كل مراكز الثقافة والتاريخ وبنفس الفكر تم تصوير الرئيس صدام حسين بهذه الطريقة لأنهم يعلمون أن الرئيس العراقى ذو قيمة كبيرة لدى المواطن العربى فأرادت تحطيم معنوياته ، وبعد كل هذا نجد البعض يتجاهل كل هذه المعطيات ويحصر كل القضايا فى شخص الرئيس صدام من وجهة نظر العملاء الذى على رأسهم لص البنوك أحمد الجلبى كل ما سبق يجعلنا أن نؤكد على أن المجرم الحقيقى فى هذه القضية برمتها هو الإدارة الأمريكية الحالية والسابقة وإليكم بعضا من التهم التى وجهها المدعى العام الأسبق رامسى كلارك ضد الولايات التحدة الأمريكية وآخرين وعددها 10 اتهامات . مع ملاحظة أن هذه الاتهامات كانت فى عام 1996 وقتها لم يكن بوش الابن فى السلطة وبعد أن أتى بوش الابن إلى السلطة أظن أن الاتهامات قد تضاعفت .1- انهمكت الولايات التحدة ومسؤولوهابمساعدة وتحريض من آخرين فى نموذج مستمر من السلوك من 6/8/1990 حتى هذا التاريخ لفرض وتعزيز وصيانة عقوبات اقتصادية قصوى وحصار عسكرى شديد على شعب العراق بغية إلحاق الأذى بجميع السكان ، قاتلة أضعف الأعضاء ، الأطفال والأولاد وكبار السن والمرضى بحرمانهم من الأدوية ومياه الشرب والغذاء وحاجات أساسية أخرى ، وذلك من أجل الحفاظ على وجود عسكرى أمريكى كبير فى المنطقة والهيمنة والسيطرة على شعبها ومواردها بما فيها النفط .2- اقترفت الولايات المتحدة ورئيسها بيل كلينتون ومسؤولون آخرون والمملكة المتحدة ورئيس وزرائها جون مايجور ومسؤولون آخرون جريمة ضد الإنسانية كما هى معرفة فى وثيقة نورمبرغ ضد شعب العراق وانغمست فى هجوم مستمر وضخم على مجمل السكان المدنيين خلافا للمواد 48 ، 51 ، 52 ،54، 55 من البروتوكول رقم 1 المضاف إلى ميثاق جنيف عام 1977 .3- اقترفت الولايات المتحدة ورئيسها بيل كلينتون ومسؤولون آخرون والمملكة المتحدة ورئيس وزرائها جون مايجور ومسؤولون آخرون عملية إبادة جنس كما هى محددة فى الميثاق ضد شعب العراق بما فى ذلك الإبادة بالتجويع والمرض عن طريق استخدام العقوبات كسلاح تدمير شامل وانتهاك المادة 54 الخاصة بحماية الأغراض التى لا غنى عنها للسكان المدنيين الواردة فى البروتوكول رقم 1 المضاف إلى ميثاق جنيف 1977 .4- اقترفت الولايات المتحدة ورئيسها بيل كلينتون ومسؤولون آخرون والمملكة المتحدة ورئيس وزرائها جون مايجور ومسؤولون آخرون وانخرطت فى طريق سلوك مستمر لمنع أى تدخل بالفرض الإجرامى الطويل الأمد للعقوبات ضد شعب العراق بغية دعم وجود وهيمنة أمريكية مستمرة فى المنطقة .5- عرقلت الولايات المتحدة ورئيسها بيل كلنتون ومسؤولون آخرون والمملكة المتحدة ورئيس وزرائها جون مايجور ومسؤولون آخرون مع سفيرة الولايات المتحدة مادلين أولبرايت كعميل رئيسى ، سير العدالة ، وأفسدت أعمال الأمم المتحدة ، وبالأخص مجلس الأمن بالإكراه السياسى والاقتصادى وغيرهما من الأساليب القسرية واستخدام تهديدات ومناورات وتضليل إعلامى لإسكات الاحتجاجات ومنع التصويت أو أعمال أخرى لانهاء العقوبات ضد العراق على الرغم من تقارير خلال فترة خمس سنوات من كل وكالة دولية رئيسية معنية بما فيها اليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمى ومنظمة الغذاء والزراعة ، تصف حوادث الوفيات والإصابات والمعاناة الناجمة مباشرة عن العقوبات .6- تورطت الولايات المتحدة ورئيسها بيل كيلنتون ومسؤولون آخرون فى إخفاء مستمر لهجمات جنائية خلال كانون الثانى / يناير حتى نهاية آذار / مارس 1991 على مفاعلات نووية ومصانع كيماوية ومصانع أسمدة ومبيدات حشرات ومعامل تكرير نفط وخزانات نفط ومستودعات ذخائر وتحصينات ، والتغطية على هذه الأعمال الإجرامية خلافا للقانون الإنسانى بما فى ذلك المادة 56 الخاصة بحماية الأشغال والمنشآت المحتوية قوى خطرة ، معرضين بذلك السكان المدنيين فى العراق وأفراد القوات الحربية العراقية والأمريكية وغيرهما من البلدان للإشعاع والتلوث الكيماوى الخطر الذى يستمر بالنسبة إلى شعب العراق مسببا الوفيات والمرض والإصابات الدائمة بما فى ذلك التسمم الكيميائي والإشعاعى والسرطان واللوكيميا والأورام وأعضاء الجسم المريضة .7- لقد كتمت الولايات المتحدة ومسؤولوها ، كما أخفت فى المساعدة فى وقاية سكان العراق من تغطية استخدام القوات الأمريكية أسلحة غير شرعية متعددة الأنواع بما فيها القذائف والصواريخ المحتوية على يورانيوم مستنزف الذى تشبعت به التربة والمياه الجوفية وعناصر أخرى فى العراق والتى تمثل وجودا مستمرا ، يشمل مناطق كبيرة لا تزال غير محددة ، لإشعاع مميت يسبب الوفاة والمرض والإصابة والذى سيستمر بإلحاق الأذى بالسكان بآثار غير منظورة لآلاف السنين .8- سعت الولايات المتحدة ومسؤولوها إلى ابتزاز أموال جزية من العراق ومأسسة دفعات إجبارية من المال على قاعدة دائمة بالمطالبة بأكثر من نصف قيمة كل مبيعات النفط المأخوذة من العراق لتدفع حسب توجيهاتها كثمن لتخفيض العقوبات للسماح بمبيعات نفط محدودة لا تكفى لإطعام الشعب ورعاية المرضى . 9- انتهكت الولايات المتحدة وتغاضت عن انتهاكات حقوق الإنسان والحريات المدنية وشرعة الحقوق الأمريكية فى الولايات المتحدة وفى الكويت والعربية السعودية وغيرها لتحقيق غايتها بالهيمنة الكلية على المنطقة .10- تلاعب الرئيس كلينتون والسفيرة أولبرايت ونيكولاس بيرنز ورالف ايكيوس وأشرفوا على ، ووجهوا وضللوا وكتموا ومنعوا بشكل منتظم تغطية الصحف ووسائط الإعلام للأحوال فى العراق ، وللالتزام بما تطلبه الأمم المتحده ومعاناة شعب العراق للحفاظ على دعم شامل ومستمر من وسائط الإعلام لأعمال إبادة الجنس .واختم مقالى بسؤال وجهه ليسلى ستال مقدم برنامج تلفزيونى " 60 دقيقة " لمادلين أولبرايت سفيرة أمريكا فى الأمم المتحدة فى ذلك الوقت 12/5/1996 وكان السؤال " سمعنا أن نصف مليون طفل عراقى قد ماتوا ( نتيجة العقوبات ضد العراق ) أقصد أكثر من الأطفال الذين ماتوا فى هيروشيما ... هل الثمن يستحق ذلك ؟ قالت مادلين : " إننا نعتقد أن الثمن يستحق ذلك " .هذه مجموعة من الاتهامات التى بموجبها نطالب محكمة العدل الدولية بضرورة القبض على كل من ساهم فى كل هذه الجرائم ضد الشعب العراقىوالإفراج الفورى عن القائد صدام حسين .
نشر فى منتديات بوابة العر ب 28/12/2003